واحدة من أشد الامور على نفسي, وأكثرها صعوبة هي تجربة دخول لجنة الامتحان والخضوع لتقييم كمي يُحدد مستوى أدائي!!
كم هم مُفزع هذا الشعور لمعلمة بقيت لسنين طويلة وهي التي تتحكم بمقاليد الاختبارات وتُخضع الطالبات للتقييم الكمي, ثم انقلبت الموازين, وها أنا من يخضع للاختبار.
وحيث أنني بلغت من العمر مرحلة لم أعد أرى فيها للاختبار فائدة تُرجى لي فإنني أعزي نفسي بأنها تجربة تفاعلية تُبقيني على اتصال نفسي مع مشاعر طالباتي اللاتي يخضعن له. وهي تجربة تعلمني معنى الصبر والهدوء وكيفية تحويل الاختبار من تجربة تقيوء معرفي للمعلومات كما كان يتندر بذلك الشيخ الغزالي - رحمه الله - إلى تجربة علمية ورحلة معرفية ماتعة مع الكتب، خصوصاً وأن الكتب التي سأختبر فيها ليست من شريحة الكتب التي انتقيها لنفسي، وأأنسُ بمطالعتها إما للمتعة أو للتعلم.
أيضاً واحدة من فوائد الخضوع للاختبار التقليدي لمن هم مثلي، ربما تتمثل في تأديب عقلياتنا المتحجرة كمعلمات، والتي ألفت اختبارات القلم والورقة واستعصت على القبول بطرق تقييم كمي أخرى سواها. وعليه فإنني الآن أشد قبولاً لطرق التقويم الواقعي والتشخيصي, وذلك المعتمد على تنمية مهارات التفكير العليا.
طبعاً ليس هذا وعداً مني بالعدول عن اختبارات القلم والورقة لطالباتي لكنه تدريب جديد على الانفتاح على الآخر وقبول المختلف، والتحلي بشيء من الجرأة لنبذ أساليب تقييم لا ترى سوى جانب الحفظ والتذكر عند المتعلمين.
ادعو لي بالتوفيق، فأنا قلقة جداً من اختبار الإحصاء المتقدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق