الاثنين، 18 أبريل 2016

Cloud Computing (من أختكم/ إيمان الغامدي)



تُعد الحوسبة السحابية أحد أهم التطبيقات الحديثة في عالم الحواسيب نظراً للمزايا الهائلة التي تمتلكها. وتعرّف الحوسبة السحابية  Cloud Computing بأنها التطبيق الذي يساعد على تحويل برامج تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى خدمات كالتطبيقات وأنظمة التشغيل ..إلخ، وبالتالي يتم نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بالفرد من الحاسوب إلى ما يسمى Cloud بأقل التكاليف، دون اشتراط توفر المعرفة أو الخبرة أو حتى القدرة على التحكم بمشغلات البنى التحتية لتلك الخدمات.

وينظر حالياً للحوسبة السحابية على أنها واحدة من أهم التطبيقات في مجال التعليم، نظراً لامتلاكها خاصيتين رئيسيتين: الأولى في مجال إدارة النظم والتنسيق الإداري من حيث حفظ البيانات وتنظيمها، ومتابعة الأداء. والثانية من حيث الممارسات التربوية الميدانية، إذ أن التفاعل الاجتماعي الذي تتيحه الحوسبة السحابية في العالم الافتراضي. ناهيك عن إمكانية جعلها مصدراً من المصادر التي يمكن تأمينها للحصول على العديد من الموارد الإلكترونية والتطبيقات التعليمية، إن كل ذلك يجعلها تطبيقاً واعداً يبشر بالمزيد من الإمكانات التعليمية الفاعلة. وبنظرة خاطفة على قواعد المعلومات البحثية في العالم يمكن ملاحظة الكم الهائل من الأبحاث والمؤتمرات التي ناقشت الدور الفاعل للحوسبة السحابية في التعليم، ومستوى الاهتمام الذي تحظى به في المجال التعليمي [1].

وللتعرف على أثر التدريس باستعمال بيئة الحوسبة السحابية في رفع مستوى الدافعية للتعلم، فقد اختارت الباحثة منى المطيري شعبة تدرس مقرر (تطبيقات التقنية والاتصال في التعلم والتعليم). وقد عمدت الباحثة إلى اختيار حوسبة سحابية سهلة الاستعمال لطالبات المقرر، بحيث يتم الاستفادة فيها من ستة تطبيقات في عملية التعليم والتعلم. وكان الغرض من التطبيقات المختارة العمل على تبادل المعلومات والتواصل الاجتماعي، وعمل خرائط ذهنية لتنظيم الأفكار، وتحرير النصوص وعرضها، وخدمة تسجيل المواعيد والملاحظات المهمة، وأخيراً صناعة فيديو تعليمي. وقد اجتمعت الباحثة بطالبات الشعبة وعددهن (17) طالبة ووضحت لهن الهدف من البحث وطبيعته، وتم تعريفهن بالحوسبة السحابية والتعلم التشاركي عبر الويب. وقامت بتقسيمهن، إلى خمس مجموعات بحيث تقوم كل مجموعة بعمل منتدى يختص بها للعمل من خلاله وتبادل الأفكار والتعليقات حول الأعمال الجماعية الموكلة إليها، مع عمل منتدى عام لكل الشعبة لتبادل المقترحات والآراء والاستفادة من تجارب المجموعات. وقد تمثلت إجراءات الدراسة في رفع محتوى المحاضرة (نصوص + عروض+ فيديوهات) قبل موعدها على المنتدى العام. ومن ثم شرح أساسيات المحاضرة وإجراء المناقشات وطرح أسئلة مثيرة للتفكير من قبل المحاضرة والطالبات أثناء المحاضرة، يلي ذلك تكليف الطالبات بأعمال تشاركية ذات علاقة بالمواضيع التي تم شرحها على أن يتم تنفيذها باستعمال التطبيقات المتفق عليها في الحوسبة السحابية وفق معايير معينة تم وضعها لتقييم الأداء، وقد وُجهت المجموعات لرفع الموارد والمصادر التي اعتمدنها في تنفيذ الأعمال على ملف يخضع لأحد تطبيقات الحوسبة السحابية المتفق عليها، ناهيك عن تخزين الأعمال بعد تنفيذها على نفس التطبيق، مع توجيه جميع الطالبات في الشعبة لرفع مشاركات مختلفة تتعلق بمواضيع المقرر الدراسي المختلفة على المنتدى العام بحيث يخضع للنقاش والتقييم من قبل الباقيات.
وقد أخضعت الباحثة تقييم الطالبات أثناء العمل باستخدام الحوسبة السحابية لمعايير معينة مثل المحتوى التعليمي، واستخدام التطبيقات، والمهارات التعاونية والإبداع.. إلخ. لتعيين مستوى الأداء وتقديم التغذية الراجعة لهن. وعليه فإن المحاضرة كانت تتابع باستمرار وتشارك وتقدم التغذية الراجعة للطالبات مع توفير ساعات مكتبية للقاء الطالبات يومياً. وبعد أربعة أسابيع هي مدة التجربة، فقد قورنت الدافعية للأداء على مقياس الدافعية بين الشعبة الخاضعة للتجربة، وبين شعبة خضعت للتدريس وفق برمجيات معينة، وباستعمال التعلم التشاركي، وكانت النتائج في المقارنة إيجابية لصالح الشعبة التي خضعت للتدريس باستعمال بعض تطبيقات الحوسبة السحابية وذلك نظراً لسهولة التعامل معها، وتوافر المصادر التي يمكن تشاركها، وإثارة التفكير وزيادة المتعة، والبيئة الآمنة للتواصل وطرح الآراء. كما أن دور الطالبة في تقييم مشاركات زميلاتها عبر المنتدى العام، والحصول على تغذية راجعة منهن ومن المحاضرة، يعد قيمة مضافة للتعلم من خلال تطبيقات الحوسبة السحابية.
هذه الدراسة غنية وحافلة بالعديد من النقاط المهمة والتوجيهات التفصيلية حول التدريس باستعمال الحوسبة السحابية، وكما يبدو من الإجراءات المختصرة التي تم استعراضها؛ فإن الأمر لا يتعلق فقط بطالبات التعليم العالي بل يمكن توجيه التدريس بنفس الإجراءات أو تقليلها أو زيادتها حسب الحاجة التي يراها المعلم، ويدعم هذا الرأي التوجه الحالي للتدريس باستعمال استراتيجيات الفصول المقلوبة لتقديم المحتوى قبل عرض الدروس بهدف التغلب على صعوبات تتعلق بضيق وقت الحصة، أو كثرة أعداد الطلاب ونقص التجهيزات. كما أن التدريس باستعمال الحوسبة السحابية يوفر بيئة ملائمة لدعم التقويم التكويني وخصوصاً النظرة التي ترى التقويم كعملية تعلم. Assessment As Learning
وللمزيد عن هذه الدراسة يرجى الاطلاع على الرابط أدناه


إن الجيل الحالي من الطلاب، في مختلف مراحل التعليم، وخصائص هذا الجيل من الناحية التقنية، فضلاً عن النفجار المعرفي، يحتّم على المعلمين التوجّه لاستخدام الحوسبة السحابية في ممارسات التعليم والتعلم.



هناك تعليق واحد:

  1. واحدة من أهم الامور التي ساعدتني في حياتي العملية, هي القدرة على رفع الملفات وقراءتها في أي وقت والتعديل على بعض المستندات أو الحفظ عبر الأجهزة الذكية باستعمال الـoffline, لتجنب مشكلات انقطاع الانترنت.

    ردحذف