بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

توظيف التقنية في تعليم وتعلم الرياضيات


   



حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي لاقت عملية استعمال التقنية في تدريس الرياضيات صراعاً مريراً بين المؤيدين والمعارضين، ولطالما أظهر المعلمون وأولياء الأمور تخوفهم من انفلات التعلم وخروجه عن مساره الصحيح وإضعاف قدرات الطلاب في مجال الحساب وإجراء الخوارزميات، والهلع المفرط من الاتكالية واللامبالاة التي قد يخلقها الاعتماد على التكنولوجيا في التعلم لدى الطلبة، وحتى عام 1978 حين أعلن المجلس الوطني لمعلمي الرياضيات NCTM عن القبول بالآلة الحاسبة فقد تغلب الحضور التقني على العقبة الكأداء, وبدأ ظهور التقنية اللافت في تعلم وتعليم الرياضيات، ولا يعني هذا أنه من قبل لم تكن هناك محاولات وجهود لدمج التقنية في تعلم وتعليم  الرياضيات كالتعليم المبرمج مثلا إلا أن القبول بصورة رسمية استغرق وقتاً ليس باليسير.
ويمكن تعريف التقنية في تعليم الرياضيات بأنها كل تطبيق عملي للعلم بما يسهل التعلم في مجال الرياضيات. وإن كانت النظرة إلى التقنية إجمالاً بمعنى التطبيق باستعمال الأجهزة والمكتسبات الصناعية كالكمبيوتر وشبكات الانترنت والأجهزة الذكية..الخ.
ولاستخدام التقنية في تعليم الرياضيات مزايا عديدة منها :
1.                توفير الوقت بصورة داعمة: فبدلاً من الانكفاء على إجراء حسابات مطولة روتينية، فإن إيكال هذا الأمر للتقنية والانشغال بمتابعة العلاقات وطريقة تكون الأنماط، والتمثيلات الرياضية أتاح للطلاب النظر إلى الصورة الكلية للمفهوم الرياضي.
2.                أعطى الطلاب الفرصة لحل المشكلات والنظر للرياضيات كداعم لها.
3.                مصدر تعلم خلاق يتيح للطلاب الحصول على المعلومة بطرق متنوعة.
4.                القدرة على إيجاد سلاسل أو أعداد جديدة أو معطيات محددة : كما هي الحال مع اكتشاف أعداد أولية جديدة أو فك متسلسلات لانهائية معقدة.
5.                فتحت المجال للتخلي أو التخفيف من تقديم دروس أو تطبيقات رياضية معينة لصالح أخرى : كما هو الحال مع تجاهل تدريس إنطاق المقام مثلاً، والتوجه للتركيز على تدريس تحليل المعلومات والبرمجة والمصفوفات، والهندسة الفراغية مثلاً.
6.                أجبرت المعلمين على التوجه لاستعمال طرائق تدريسية وتقويمية مختلفة كلية عن السابق بسبب الحاجة للتفاعل الاجتماعي والتقني، وصار الاهتمام بالتقييم النوعي  يلقى قبولاً نظير انشغال الطلاب الأعمال والمشاريع والتخفيف من سيطرة اختبارات القلم والورقة، كما حسن منها عند استخدامها.
7.                أسندت وقوف النظرية الترابطية جنباً إلى جنب مع النظرية السلوكية والبنائية والاجتماعية.
8.                تكوين اتجاهات إيجابية نحو الرياضيات، ورؤيتها كمنظور ثقافي اجتماعي يخدم قضايا المجتمع.
9.                ساعد على إنشاء مداخل رياضية جديدة لتعلم وتعليم الرياضيات كما هي الحال مع المدخل الجمالي أو الاقتصادي للرياضيات ودمقرطة الرياضيات (الاستفادة من الرياضيات في دعم الديمقراطية).
10.           حل العديد من مشكلات معلمي الرياضيات في جوانب تربوية وإدارية وعلمية :
أ‌-                     فالجوانب التربوية والإدارية :تتعلق الضبط الصفي، والتفاعل الاجتماعي، اكتظاظ الفصول، رصد الدرجات، تعيين ذوي الصعوبات، والتقييم الكمي، وتصحيح الاختبارات..الخ.
ب‌-                  الجوانب العلمية تتمثل في : تسهيل التواصل بين المعلمين والمختصين للتخطيط للدروس أو استيعاب المفاهيم الرياضية المعقدة وكيفية تقديمها بصورة مبسطة وعميقة للطلاب، التخطيط لدروس ممتعة وجاذبة تخلق الدافعية وتسهل انسيابية الحصص، استيعاب علمي متميز للمعلم والطالب على حد سواء.[1][2]
ووفق ما سبق فإنه يمكن تصنيف استعمالات التقنية في تعلم وتعليم الرياضيات في المجالات الأربع التالية :
ومن المهم عند توظيف التقنية في تعلم وتعليم الرياضيات الانتباه للآتي :
1-              التعليم باستعمال التقنية يجب أن يكون مخططاً له ومدروساً، بحيث يتوافق مع أهداف الدرس ومعطيات الأوضاع. إذ لا يعقل أن يكون استعمال الآلة الحاسبة البيانية متاحاً في الدروس ما لم تتوفر في المعامل والفصول للطلاب مثلاً.
2-              التقنية أحد دعامات نجاح التعلم، وليست الداعم الوحيد!! فالاكتفاء بالمشاريع والتطبيقات التقنية دون توفر محتوى رياضي واضح وصارم التطبيق يعني ضياع تحقق الأهداف المرجوه من التعلم.
3-              التدريب المسبق للمعلم والاستيعاب للتقنية ضرورية لعطاء جيد، فاستعمال عروض الباوربوينت للاكتفاء بعرض المحتوى لا يُعد توظيفاً فاعلاً ولا يُصنف كاستخدام تقني مفيد للتعلم.
4-              الموازنة بين مخاطر الاستخدام ومزاياه ضرورية لتقديم تعلم فاعل، فتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً يجب أن يكون وفق معايير المواطنة الرقمية.
5-              يمكن الاستفادة من التقنية لتحقيق تعلم خارج الصف، كما هو الحال مع نظم إدارة التعلم والمنصات الإلكترونية والتعليم المفتوح، مع مراعاة جوانب المواطنة الرقمية.
6-              لا تتوقف التقنية على الجانب الصناعي، بل يمكن النظر إلى التقنية من منظورها الأوسع، كتقنيات الخرائط الذهنية، والمطويات والكتابة الرياضية ..الخ.
7-              أثناء الحصة الدراسية قد تعمل التقنية كمتطلب قبلي ورئيسي (استعمال حوائط النقاش الإلكترونية مثلاً)، أو مساعد (آلة حاسبة لإيجاد النواتج )، أو شريك (الحل الجبري لإيجاد صفر الدالة يدعمه التحقق إلكترونياً باستعمال برامج الرسم البياني).[4]
8-              يخضع توظيف التقنية لتعليم وتعلم الرياضيات للمعايير الوطنية، ومعايير الجيل القادم، ومعايير المواطنة الرقمية.
والفيديو أدناه يشير لبعض استخدامات تطبيقات جوجل في تعليم الرياضيات.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق