بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 28 أبريل 2016

هيرثا ماركس أيرتون..عالمة رياضيات ألهمت النساء على مر العصور


تحتفل Google اليوم الخميس بالذكري الـ 162 لميلاد هيرثا ماركس أيرتون, عالمة الرياضيات الأنجليزية , وصاحبة 26 براءة اختراع.

 وهذه نبذة عنها منقولة بتصرف من 
اسمها الاصلي فيبي سارة ماركس، وهي من مواليد بورتسي في المملكة المتحدة في 28 ابريل عام 1854، وكانت هرثا ابنة لخياطة وصانع ساعات، وكان والدها ماركس ليفي مهاجرا من بولندا القيصيرية، وكان يعمل في تجارة الساعات، ويصارع من اجل لقمة العيش، فكان من ضمن الباعة الجائلين. واضطرت بسبب ضيق العيش لترك اسرتها للذهاب الى مدرسة تديرها عمتها وزوجها في شمال غرب لندن، حيث تربت وتعلمت مع اطفال عماتها واطفال اعمامها، واهتمت منذ صغرها بدراسة العلوم والرياضيات بشكل خاص، ودرست الموسيقى واللغة الفرنسية، كما عملت كمربية عند بلوغها سن السادسة عشرة وكانت تهتم باولاد عمتها، وقبل ان تدخل كلية جيرتون، حيث ظهرت عبقريتها بسرعة وتمكنت من صناعة جهاز لقياس نبضات الوريد وأسست وحدة للاطفاء كما قادت فريق من الكورال.
وبدلت اسمها الى هرثا وهي في سن المراهقة بنصيحة من صديق العائلة عطيل والذي رأى فيها صورة من بطلة احدى الروايات والتي كانت تحمل نفس الاسم وكانت تتميز بالطموح والذكاء والسعي نحو النجاح، وكان لهذا الصديق ابلغ الأثر في حياتها، فهو الذي شجعها بقوة على دخول امتحانات كامبريدج والتي فتحتها للتو للفتيات، ولم تخيب هرثا ظن صديقها حيث اجتازت امتحانات جامعة كامبريدج التي كانت تعقد للنساء في اللغة الانجليزية والرياضيات بمرتبة الشرف.
ثم التحقت هرثا بكلية جيرتون بجامعة كامبريدج وهي اول كلية لتعليم النساء في انجلترا حيث كانت معاصرة لشارلوت سكوت وكانتا تدرسان معا في نفس الكلية، وتشاركان في نادي الرياضيات وكانتا تجلبان المسائل الرياضية الصعبة للنادي وتعملان على حلها، واستطاعت ماركس ان تنال اجازتها في الرياضيات في عام 1880 وبالرغم من تفوقها الا انه ولسوء الحظ كانت جامعة كامبرديج لا تعطي درجات علمية للنساء في ذلك الوقت ولكن كانت تمنحهن شهادات بانهاء مرحلة دراسية فقط، ولم تستسلم ماركس ولكنها نالت شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة لندن بعد اجتيازها الاختبارات اللازمة.
وعملت هيرثا ماركس أيرتون بعد تخرجها كمدرسة خصوصية للرياضيات بين عام 1881 – 1883 كما كانت تقوم بتدريس العديد من المواد الأخرى، وحتى تمكنت من اختراع جهاز رسام يمكنه ان يقطع اي خط الى مسافات متساوية ويمكنه ان يكبر او يصغر الأشكال كذلك، وتمكنت من حل مسائل رياضية في غاية الصعوبة ما يجعلها وبدون شك في عداد اذكى الاشخاص الذين عرفهم التاريخ وخاصة في مجال حل المسائل الرياضية.
وبدأت هيرثا ماركس أيرتون حياتها العلمية بحضورها دروس مسائية في الفيزياء في كلية فينسبوري للعلوم التقنية، وكان يدرسها في هذه الفصول الدكتور وليام ايرتون والذي تزوجها فيما بعد في عام 1885، وكانت خير مساعد له في تجاربه الخاصة بالفيزياء والكهربية، وتمكنت ماركس من نشر العديد من الابحاث التي تخصها وحدها في مجال الكهربية في نشرة الجمعية الملكية اللندنية للكهربية، كما تمكنت من نشر كتابها الاول المعروف باسم “القوس الكهربائي” والذي نشر في عام 1902.
وتضمن كتابها العديد من ابحاثها وتجاربها مع ملخص موجز لفصول الكتاب وفهرس، وابحاث حديثة في مجال الكهربية، كما ضم شرح وافي لتاريخ اكتشاف القوس الكهربائي، ولاقى الكتاب اهتمام واسع من العاملين بالمجال كما نال نقدا جيدا من المختصين كما اشادت به صحف المانية.
وانتخبت هيرثا ماركس أيرتون كأول امرأة تنال عضوية معهد الهندسة الكهربائية وكان ذلك في عام 1899، وفي عام 1901 تم انتخابها كأول امرأة تنال زمالة الجمعية الملكية اللندنية، وبسبب كونها متزوجة لم ترشحها الجمعية الملكية لتنال جائزة التميز وحتى عشرين عاما بعد هذا التاريخ.
ونالت هيرثا ماركس أيرتون في عام 1906 ميدالية هيوز من الجمعية الملكية للمهندسين الكهربائيين لجهودها في مجال ابحاث القوس الكهربائي والتموجات عبر الرمل، وكانت خامس شخص في التاريخ يحصل على هذه الجائزة والتي بدأت الجمعية الملكية في اعطائها سنويا منذ عام 1902 للعلماء المختصين في مجال ابحاث الفيزياء مثل الكهربية والمغناطيسية وتطبيقاتها وتخصص فقط للابحاث الحديثة والفريدة من نوعها، وهي في الوقت الحالي توهب للباحثين في مجال فيزياء الطاقة، توليدها وتخزينها.
وبعد وفاة زوجها في عام 1908 ، ترك لها تركة مالية جيدة ساعدتها على ان تستكمل ابحاثها حيث تمكنت من البحث في نظريات لورد رايلي الرياضية والخاصة بالدوامات، كما تمكنت من اختراع مروحة يمكنها ان تصنع دومات تصد هجوم بالغاز، ولكنها لم تلقى رواجا كبيرا، بسبب انها كانت مصممة لتتحمل درجة معينة من الرياح وغير قادرة على تحمل الرياح القوية.
وبعد ان انتهت الحرب العالمية الأولى في عام 1917 حاولت هرثا ان تدخل تعديلات على مروحتها لتلائم الاستخدامات الصناعية والبلدية، كما بدأت في تطوير ابحاثها عن الدوامات الكهربائية والمغناطيسية، وانخرطت في حزب العمال، كما تمكنت هرثا من تطوير ابحاث الأقواس الكهربائية بدرجة كبيرة حيث استطاعت ان تخرج الأبحاث من المعامل لتستخدم على نطاق تجاري واسع وتستخدم في الاضاءة.
وكانت هيرثا ماركس أيرتون عضو نشيط في المجتمع وفي الحياة السياسية وشاركت في العديد من الاقتراعات بين عامي 1906 و 1913، ووجدت نفسها عضوا في الاتحاد الدولي للسيدات الجامعيات وعضوا في الاتحاد الوطني للعمال العلميين.
وشغلت منصب نائب رئيس الاتحاد البريطاني للنساء الجامعيات، ونائب رئيس الاتحاد الوطني للجمعيات الانتخابية النسائية.
وعاصرت هيرثا ماركس أيرتون العالمة الكبيرة والشهيرة ماريا كوري وكانت صديقة مقربة منها، وعندما تم نسب اكتشاف عنصر الراديوم لزوج ماري كوري، شنت هرثا حملة شعواء في الصحف وفي المجتمعات حيث اكدت ان الأخطاء دائما ما تنسب للمرأة ولكن فضل اكتشاف عظيم مثل هذا قامت به امرأة يتم نسبه للرجل دائما.
وبحلول عام 1923 كانت هيرثا ماركس أيرتون قد قامت بتسجيل ستة وعشرين براءة اختراع، خمسة منها في الفواصل الرياضية، وثلاثة عشرة في الاقواس الكهربائية وتطبيقاتها العملية، والأقطاب المغناطيسية، اما باقي براءات الاختراع فكانت لاختراعاتها في مجال دفع الهواء، وخاصة في الوقت الذي ظهرت فيه الأسلحة الكيميائية لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، وظهور كيماويات خطيرة مثل غاز الكلور والفوسجين والأسوء على الاطلاق غاز الخردل، والذي كان يتسبب في بثور بشعة على الجلد وتآكل بطيء في رئة الضحية يودي بالضرورة بحياته، حيث كانت مروحتها مصممة على دفع الغازات السامة من الخنادق، ولم تقتصر جهودها في معالجة الأثار القاتلة للحروب على ذلك، ولكنها قضت بقية عمرها وحياتها المهنية في عمل ابحاث تختص بتطهير المستنقعات وتطهير شبكات الصرف الصحي وعمل ابحاث لازالة الألغام والتي كانت من اسوء ما خلفته الحرب العالمية الأولى والثانية ومازالت العديد من البلدان تعاني من اثارها الكارثية وحتى يومنا هذا، وكانت وفاتها من تأثير تسمم الدم في يوم 26 اغسطس عام 1923.

إمرأة أخرى ملهمة في تاريخ الرياضيات..

هناك تعليق واحد:

  1. تشير الأبحاث والدراسات إلى أن جزءاً من أسباب ضعف إسهام النساء في مجال الرياضيات والعلوم عموماً بسبب خوفهن من النقد، وتأثرهن بثقافة المجتمع السائدة.. قصص من هذا النوع تمثل بالنسبة لي خروجاً مشرفاً على التقاليد ومواجهة البالي منها, وفي تاريخنا الإسلامي الكثيرات من خالفن السائد ليس لنشر الرذيلة وتحدي الآخر فقط, وإنما لأهداف نبيلة كما فعلت هيرثا.
    ويبقى الدور علينا كمعلمات في أن نسهم بنشر ثقافة البحث العلمي وحب الاطلاع وخوض التحديات.
    شكراً Google على هذه المعلومات الملهمة مع قهوة الصباح.

    ردحذف