بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 18 أبريل 2016

Padlet (من أختكم/ منيرة المقبل)



من منا من لم يمارس سلوك الخربشة على الحائط!! لعرض فكرة أو معارضة رأي أو حتى لمجرد إثبات وجود. إذا كنت لا تزال تحب الخربشة وتفتقد ممارستها بسبب مساوئها المتعلقة بتشويه الممتلكات العامة، فإن الخربشة الإلكترونية متاحة لك عن طريق بعض تطبيقات الـweb 0.2 كتطبيق الـ Padlet[1].

ويُمثل هذا التطبيق أحد تلك الحوائط الجميلة والسهلة الاستعمال، فبعد التسجيل في https://padlet.com/ ، فإن هذه الأداة سوف تمكن المستخدم من وضع ما يشاء من التعليقات والصور والوسائط التفاعلية المختلفة على حوائط ملونة وجذابة وبتصاميم مختلفة مع إدراج اسمه – وفي حال لم يتم إدراج الاسم فستصبح خربشة مجهولة المصدر!! - . وهذه الحوائط متاحة لكل من يقوم المستخدم بإدراجهم معه على الحائط، ولذلك فإنها أحد التطبيقات التربوية المميزة في مجال التعليم. حيث يمكن للمعلم أن يدرج طلابه على حائط ما، فيتشارك الجميع الآراء والتعليقات والوسائط المتعددة والروابط المفيدة. ويتميز هذا التطبيق بإمكانية استخدامه على المدى القصير في محاضرة أو جلسة عصف ذهني أو جزء من ورشة عمل. كما يمكن استعماله على مدى زمني طويل لتبادل المصادر التعليمية والملفات وعرض النتائج والواجبات والمشاريع المتنوعة، بما يساعد على تلقي التغذية الراجعة بصورة مباشرة من خلال تعليقات المعلم والطلاب، ومن خلال تقويم الأداء وفق محكات يتم الاتفاق عليها مسبقاً.

ومن واقع خبرتي المباشرة؛ فقد قامت الزميلة لطيفة الخلف إحدى طالبات مسار الدكتوراه في طرق تعليم العلوم، في الفصل الدراسي الماضي باستعمال تطبيق الـ Padlet في عرض أحد محاور مقرر النظرية الإسلامية في التربية نهج 601 ، حيث أعطت المشاركات من مسار تخصصها ومسار طرق تعليم الرياضيات والمناهج العامة، الفرصة لعرض آرائهن وطرح رؤاهن حول مفهوم الديمقراطية والمواطنة الصالحة من منطلقات الفكر الغربي والفكر الإسلامي، والمقارنة بينهما. وبعد استعراض الأطروحات والآراء، قام أستاذ المقرر بالتوجيه والمناقشة وتوضيح اللبس والغموض في تلك المفاهيم على الـ Padlet
وفي نهاية المحاضرة ناقش أستاذ المقرر تلك التقنية ودورها في تحفيز الجميع للمشاركة وطرح الرأي خصوصاً وأن وقت المحاضرة لا يسمح لكل طالبة بالتحدث وطرح رأيها بشكل مباشر.

إن الطفولية التي تتضمنها فكرة تطبيق Padlet ، وبساطة الطرح مع توافر فرص التفاعل الاجتماعي والتشارك تجعل من الـ Padlet تجربة غنية يمكن تطبيقها بصور مختلفة، كما هو الحال في دراسة كان مسرحها جامعة كوفنتري، وخضع لها 43 طالباً، واستهدفت الحد من الحواجز بين الطلاب لإثارة اهتمامهم وتحفيزهم على النقاش في المحاضرات، كما هدفت أيضاً لرفع مستوى التفاعل للطلاب الأجانب ذوي أمهات لا يتحدثن الإنجليزية. وتمثلت إجراءات الدراسة في أن يقوم المحاضر بتجهيز الحائط الخاص بالتطبيق، وطرح سؤال عام يتعلق بفكرة المحاضرة قبل موعدها، مع إضافة شرائح تعرض محتوى المحاضرة العلمي على التطبيق. وأثناء المحاضرة فإن الطلاب يتسابقون للإجابة عن السؤال وطرح وجهات نظرهم عبر الأجهزة الذكية المتاح استعمالها في المحاضرة. وقد أظهرت استبيانات للرأي وزعت على الطلاب بعد أربعة أسابيع مثلت مدة التجربة البحثية، أن استخدام الـ Padlet جعل المحاضرات أكثر إثارة للاهتمام بنسبة (83٪)، كما أجمع (79%) أن قراءة الاقتراحات المرسلة بواسطة الطلاب الآخرين تسهم في تعزيز تجربة الطلاب في التعلم، في حين أن (43%) كانوا أكثر تفاعلاً عبر الـ Padlet مقارنة بأولئك الذين يفضلون التفاعل اللفظي.
وللحصول على النص الكامل للدراسة





إن ما يتضمنه هذا التطبيق من رؤية آراء الآخرين، وتبادل خبراتهم، بشكلٍ ظريف، يضفي المتعة والتشويق أثناء التعلم، ويكسر من الجمود الذي قد يعاني منه الكثيرون في حصص الرياضيات بوجهٍ خاص.
ومن ناحيةٍ أخرى، فإن التعامل مع هذه الأداة يمتاز بالسهولة في الاستخدام، خاصةً في ظل وجود أجهزة الآيفون والآيباد ونحوها، مما يتيح للطلاب استخدامه، بل وممارسة الإبداع في التعامل معه.




هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. شاركت في تجربة الأخت لطيفة, حيث لم يستغرق التحميل والتدريب على الأداة أكثر من دقائق, لكن حجم التفاعل والطرح والمرح كان كبيراً.

    ردحذف