بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 يناير 2017

خواطر للمعلم والأستاذ الجامعي (2)


الأستاذ الجامعي المتميز..

لئن كان الطالب هو محور العملية التعليمية، فإن هذا المحور يرتكز على أستاذ جامعي جيد!! وهذه الحقيقة يعرفها الجميع، إذ أن الأستاذ الجيد هو من يحفز على طلب العلم والمثابرة، ويسعى لجعل طلابه منتجين للمعرفة لا مستهلكين لها. ولذلك لا عجب في أن يكون اهتمام معايير الجودة، والاعتماد الأكاديمي في الجامعات في التقييم يرتكز في جزء منها على وجود أستاذ متميز. وقبل الحديث عن تلك الصفات فلا بد من الإشارة إلى أن أغلب صفات الأستاذ الجيد يتم استقاؤها من أفواه طلابه، ومن خلال مخرجاته التعليمية على المديين القصير أو البعيد. كما يتم الاستفادة من عمل تقويم عام لممارسات الأستاذ، وأعماله الأكاديمية الأخرى، واستبيانات يقوم بها القسم لاستقاء صفات الأستاذ الجيد من أعضاء هيئة التدريس أنفسهم.
وحتى يتم تحديد تلك الصفات فلا بد من الإجابة على السؤال التالي: ما الهدف من التدريس الجامعي؟
والإجابة بكل بساطة هو مساعدة الطالب على تحقيق التعلم الفعال، وذلك عن طريقة تنمية الدوافع والانضباط الذاتي. ولذلك فإن الأستاذ الجامعي يحتاج لتوفر عدد من الصفات التي تندرج ضمن بعدين رئيسيين هما: الأداء الأكاديمي والإداري والصفات الشخصية.
1-              الأداء الأكاديمي: والمتمثل في التحضير الجيد، وتعيين الأهداف الخاصة بكل محاضرة، وتقديم توصيف واضح ومحدد للطلاب حول ما يجب تعلمه، وما النواتج المتوقعة منهم. كما أن الشرح الواضح بلغة سليمة علمية وبسيطة بحيث تساعد الطلاب على الاستيعاب وتصحيح الأخطاء أمر في غاية الأهمية، خصوصاً في المقررات الصعبة، وذات التعقيدات الكثيرة. كما يدخل في الأداء الأكاديمي الجيد استعمال استراتيجيات التدريس المتنوعة، والتي تلائم مستويات الطلاب واحتياجاتهم، بل وحتى إمكانات الأستاذ وظروفه. ويعد أحد أهم أسباب ارتفاع الأداء الأكاديمي لدى أستاذ عن آخر هو القدرة على التقويم الذاتي وتعديل الأداء استناداً إلى التغذية الراجعة، التي يقدمها لطلابه فيستفيد منها كما يستفيدون هم. وحيث أن محتويات المقرر قد تكون ضخمة وذات محاور متنوعة، فإن ذكاء الأستاذ الجامعي في إشراك الطلاب في التعلم الجامعي، والتحضير، والمشاركة النشطة من خلال عمل البحوث والتقارير، أو الانخراط في ممارسات ميدانية، أو تغطية مؤتمر، أو التنسيق للقاءات أكاديمية ومهنية تجعل عملية التعلم أكثر فاعلية، كما تشير لتميز إداري وتنظيمي لدى الأستاذ.
2-              التنظيم الإداري: ويتمثل في إدارة التعلم بفعالية سواء بصورة فيزيقية أو إلكترونية. فهو يدير النقاشات، ويتابع التقارير، وينظم أعمال الطلاب وتعلمهم التعاوني في مجاميع أو مشاريع. كما أن التنظيم الإداري يتضمن المهارة في تفويض المهام، فليس بالضرورة أن يتولى الأستاذ الشرح في كل محاضرة بل هو يساعد طلابه على جمع المعلومات وتنظيم المعرفة وعرضها على أقرانهم، ليوفر لنفسه الوقت لإنجاز أعمال أخرى، مع تحقيق تعلم فعال بأقل وقت وجهد ممكن. ويشمل التنظيم الإداري التصحيح وتسليم النتائج في أوقات متقاربة، وطبيعة تنظيم الساعات المكتبية وجدولة الأعمال. وهذا كله يتطلب قدراً من المرونة والسماحة وهي التي تدخل ضمن البعد الثالث في صفات الأستاذ الجامعي والتي سيتم التعريج عليها وهي:
3-              الصفات الشخصية:

ناقشنا سابقاً أن نمط التدريس يمثل تلك النكهة اللطيفة التي يضفيها الأستاذ على التدريس، ولا يختلف أحد على أن وجود أستاذين يستعملان نفس الأساليب والاستراتيجيات التدريسية لا يجعلهما متشابهان أبداً نظراً للصفات الشخصية التي تؤثر في طبيعة التدريس. إذ تلعب دماثة الأخلاق وخفة الظل، وروح الدعابة، وطبيعة التفاعل الاجتماعي، وسرعة البديهة واللهجة من حيث نوعها ومستوى بساطتها، وأسلوب اللباس عوامل تسهم بشكل أو بآخر في تميز الأستاذ من عدمه.

الثلاثاء، 10 يناير 2017

خواطر للمعلم والأستاذ الجامعي

نتيجة بحث الصور عن الأستاذ الجامعي




توجهات التدريس وأنماطه


تعتمد توجهات التدريس في التعليم بنوعية العام والعالي على نوع نظرية التعلم المتبناه. ويبدو هذا الأمر منطقياً نتيجة الافتراضات والمرتكزات التي تقوم عليها كل نظرية من نظريات التعلم. وعليه فإنه يمكن النظر إلى توجهات التدريس بأنها جملة الاستراتيجيات والأساليب التدريسية التي يتبعها المعلم في تدريس طلابه.، مستنداً فيها إلى نظرية أو أكثر من نظريات التعلم.  وهو يوظف تلك التوجهات ليقدم نمطاً أو أسلوباً تدريسياً يكون فيه الاتصال لفظياً و/أو حركياً و/أو جسدياً بين المعلم وطلابه لإحداث تعلم فعال بنكهة ذلك المعلم -إن صح التعبير .
ونتيجة للأعباء المتراكمة على الأستاذ المعلم فإنه غالباً ما يلجأ للمحاضرة وأسلوب الإلقاء والتي يتحرر فيها من الشعور بذنب التقصير تجاه الطلاب عن طريق تقديم كل المعلومات بصورة جاهزة ومعلبة، لكن لا بد من الحذر من الاعتماد على أسلوب المحاضرة المباشرة والإلقاء؛ لما يسبه ذلك من الاعتماد المباشر على معلومات معينة دون الحاجة إلى اللجوء للتجديد أو البحث عن المختلف لدى الطلاب، كما أن خبرات ومعلومات المعلم لن تحقق المطلوب ما لم يحدث تكاتف بين الخبرات والمعلومات من جهة وبين الأنماط التدريسية والتوجهات التي يتبعها. ناهيك عن التطورات المتلاحقة في توجهات التدريس والتقانة والتي تجعل من الإلقاء أمراً غير ذا جدوى خصوصاً ونحن نعلم أن الهدف ليس هو المعلومة بحد ذاتها، بل ببناء الخبرات، واكتساب مهارات التعلم التي ستقود حتماً للمعلومة الصحيحة. وبالجملة فلا بد أن يضع المعلم في ذهنه أن يكون التعلم عميقاً وغير سطحي ومن وجهة نظر ترابطية، تُبنى على استيعاب نظريات التعلم وتوظيفها في خلق التعلم الفعّال الذي يُعنى بالتعرّف إلى احتياجات الطلاب، وتصوراتهم الشخصية للمرحلة التعليمية التي يدرسونها، ونظرتهم لطبيعة موضوع التعلم، الأعباء والمتطلبات الدراسية، ومدى وضوح الرؤية حول معايير الأداء الجيد للطالب، وحول المخرجات المستهدفة من مثل هذا النوع من التعليم.
ولذلك تُعنى توجهات التدريس في التعليم بـوجهة النظر الترابطية التي تركز على أن يقوم المعلم بــ:
1- تطوير رؤية شاملة للمقرر ولما يريده من مخرجات لهذا المقرر: ويشمل ذلك توفير توقعات عامة وأخرى جزئية لكل حصة أو محاضرة وموقف تعليمي، وكيف يمكن تطويعه لتحقيق تلك الرؤية.
2- أن يعمل على رصد التباين الحاصل بين مرئيات الطلاب تجاه تلك المخرجات والخطوط العامة التي يضعها المعلم: ويرتبط ذلك بمتابعة الفروق الفردية للطلاب، وأنماط تعلمهم المختلفة، ووجهات النظر التي تتبناها نظريات التعلم.
3- العمل على تقريب تلك المرئيات وإدماجها لتحقيق الرؤية: ويشمل ذلك تطويع نظريات التعليم والتصميم التدريسي، بحيث تجعل من الطالب متعلم تعلماً ذاتياً، وباحثاً، ويعمل على حل المشكلات واتخاذ القرار.
وقبل التطرق لتوجهات التدريس، فلا بد من أن نذكر بأن الواجبات المتنوعة المُلقاة على كاهل المعلم تجعل من الضروري البحث عن توجهات تدريس ملائمة لتحقيق نواتج التعلم المرغوبة، مع الأخذ في الاعتبار لتلك الواجبات والضغوط، وهنا يبرز الذكاء المهني للمعلم في البحث عن توجهات تخدم الجانبين، ومن أشهر توجهات التدريس الحديثة والتي تُعنى بكلا الجانبين: التدريس باستعمال حل المشكلات، وطريقة المحاضرة (المُعدلّة) .
1- طريقة استعمال حل المشكلات: وتتمثل في أن يحضر المعلم مشكلة، ويطلب من الطلاب حلّها سواء بتجربة أو تقرير أو مشروع..الخ. على أن يتم النقاش لاحقاً حول الحلول المقترحة ومرئيات الطلاب والخروج بمضمون عام قد لا يؤدي دائماً لحل متكامل، لكن يلقي الضوء على المشكلة من أبعاد مختلفة نتيجة اختلاف تصورات الطلاب للمشكلة وطريقة كل منهم في التفاعل معها.
2- طريقة المحاضرة (المعدلّة): وفيها تظل السيطرة الرئيسية للمعلم على كامل مفاصل المحاضرة كما هو معتاد، لكنه يوظف بعض التطبيقات والأساليب الذكية لتحقيق نواتج تعلم أفضل. فيمكنه أن يتوقف على فترات مختلفة من المحاضرة لطرح أسئلة ذكية مفتوحة تثير النقاش وتعزز التعلم بحيث تجعل الطالب يعمل عل ربط المعارف والخبرات والوصول لإجابة. أو تكليف الطلاب بمهام تتطلب ممارسات معرفية أو حركية أو كليهما معاً أثناء المحاضرة كتعزيز لما تم تقديمه أو كتهيئة للجزئية التالية التي سيتم مناقشتها. كما يمكن للمعلم أن يقسم الطلاب لمجاميع صغيرة على فترات من المحاضرة لإنجاز تكليف ما أو صنع حلقات نقاش أو ورش عمل تتخلل المحاضرة. وينبغي له توظيف التقنية والتطبيقات الحديثة كاستعمال شرائح الباوربوينت للعرض، أو تكوين حلقات تعلم في برامج التواصل الاجتماعي أو حوائط التعلم للنقاش حول موضوع المحاضرة ووضع الاستفسارات قبل وبعد المحاضرة، كما يمكن للمعلم أن يضاعف من تحقيق النواتج المرغوبة عن طريق تفويض الطلاب أو مجموعة منهم للتحضير للمحاضرة، وذلك بتوفير مصادر التعلم ووسائلها -إن أمكن- ، كما يمكنه إشراكهم في وضع محاور المحاضرة ومراجعها الرئيسية، وبذلك يوظف أساليب التفويض الإدارية لدعم التعلم.
وفي كل توجهات التدريس يجب أن يراعي المعلم المتابعة والإشراف العام على ممارسات الطلاب ومشاركاتهم التعلمية، لئلا ينحرف مسار العملية التعليمية، وبالتالي لا تتحقق النواتج التعليمية المرغوبة، كما أن التوجهات التدريسية المذكورة أو غيرها لن تحقق وحدها المطلوب مالم يتهيأ الإعداد الجيد والتخطيط الناجح للمحاضرة، وتوظيف التقنيات الحديثة، وتنويع مصادر التعلم وقبل ذلك الرغبة الصادقة في تحقيق تعلم منتج، مع وعي المعلم بأهمية ما يقدمه لطلابه، والتجديد المستمر فيه.

الاثنين، 9 يناير 2017

نظريات التعلم في التدريس الجامعي




تلعب نظريات التعلم دوراً مهماً في إلقاء الضوء على كيفية تعلم الفرد، وكيف يبني معرفته ومهاراته، ونظراً لتعقد السلوك الانساني وتنوعه وتناقضه، فقد قدمت نظريات التعلم المتنوعة العديد من الأفكار التي تتماهى مع السلوك الإنساني لتصف كيف يتم التعلم. ونخطئ حين نعتقد أن ظهور نظرية حديثة في التربية تعني إلغاء ما قبلها، بل على العكس من ذلك. فالمثير والاستجابة، يعمل جنبا إلى جنب مع الاستبصار والتفاعل الاجتماعي. والمعلم الذي يعتمد التفاعل الاجتماعي والتعلم بالتجربة والخطأ، يظل بحاجة لتقديم المثيرات ومراقبة استجابات الطلاب لمواصلة تحفيز التعلم. وتعد النظرية السلوكية من أوائل النظريات التربوية التي قامت على الاختبار والتجريب، ويعد قانون المثير والاستجابة والمران والاستعداد من أهم القوانين التي شغلت المجال التربوي وألهبت الحماس في العمل على تطبيقها. كما روجت للتعلم كخبرة فردية، تحتاج الى تقديمه على جرعات معينة ومناسبة لمستوى المتعلم، على أن يتم ذلك وفق تتابع منظم. وركزت على دور المران في تطور التعلم كوسيلة وليس غاية.
وللنظرية السلوكية تطبيقات تعليمية متنوعة لعل من أحدثها ما نجده من التعلم باستعمال بعض تطبيقات التعلم بالأجهزة الذكية، فالطالب الذي يتعلم وينجح في مرحلة ما يفوز بنقاط تؤهله للانتقال للمرحلة التي تليها، وفي العديد من الحالات يحتاج للتوقف وإعادة العمل على المرحلة والتدرب لاجتيازها حتى يتأهل للمرحلة التي تليها، مع توفر مثيرات ومحفزات لاستمرار المتعلم في التعلم.
النظرية البنائية: اشتقت الكلمة من البناء أو البنية، والتي تعني الطريقة التي يقام بها مبنى ما، وينظر إلى المتعلم فيها بفعالية في بناء أنماط التفكير، نتيجة تفاعل قدراته الفطرية مع الخبرة. أي أن المعرفة تُبنى بصورة نشطة على يد المتعلم ولا يستقبلها بصورة سلبية من البيئة. ومن المهم الإشارة إلى ان البنائية استقت الكثير من أفكارها من النظرية الاجتماعية القائمة على أن التعلم لا يحدث بصورة صحيحة إلا في حضور تفاعل اجتماعي يهتم باللغويات، وكذلك النظرية المعرفية والتي تبني رؤاها على نمائية المعرفة في العقل، وبنائها التراكمي، وطريقة تكوين المعرفة وتدرجها. وأن الكل هو مدرك سابق منطقياً ومعرفياً عن الأجزاء أو العناصر التي تكوّنه حيث لا تقوم الأخيرة بوظيفتها كأجزاء إلا في إطار هذا الكل. ويشير مفهوم المعرفة إلى تفاعل كل من العمليات العقلية والعمليات المعرفية والخبرات المباشرة وغير المباشرة التي تنعكس في قدرة الفرد على حل المشكلات .والاهتمام بتجهيز ومعالجة المعلومات والتي يُقصد بها بناء تراكيب أو أبنية معرفية تقوم على إدماج المعلومات أو الخبرات الجديدة في المعلومات أو الخبرات السابقة ثم إعادة توظيف أو استخدام ناتج هذا الإدماج في المواقف الجديدة .
نظرية الجشتالطت نظرية التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى.
وتقوم أسس البنائية ومبادئها على: أن المتعلم يبني المعرفة داخل عقله ولا تنتقل إليه مكتملة. وهو يبني خبراته بصورة تراكمية نتيجة تفاعله مع المجتمع، مع النظر للاستدلال كشرط لبناء المفهوم، فالمفهوم لا يبنى إلا على أساس استنتاجات!! وعليه فإن الوقوع في الخطأ وارد بصورة كبيرة، ولذلك فإن الخطأ يعتبر فرصة لبناء المعرفة التي نعتبرها صحيحة.
ونظراً لكون التعلم هو عملية مستمرة، ومتوالدة بصورة ضخمة مما يستدعي بروز مفاهيم جديدة كإدارة المعرفة واقتصادياتها..الخ، كما أنه صار أكثر ارتباطاً بعالم المهنة والتوظيف. ناهيك عن خروج مارد التقنية من القمقم، وظهور ثورة المعلومات وبلوغنا عصر الحكمة. فقد نتجت النظرية الترابطية، والتي يعرف دريسكول التعلم من خلالها بأنه التغير المستمر في الأداء البشري أو إمكانية الأداء الذي يجب أن يأتي كنتيجة لتجربة المتعلم والتفاعل مع العالم" هذا التعريف يشمل العديد من الصفات المرتبطة عادة مع المدرسة السلوكية، المدرسة المعرفية، والبنائية – والترابطية عبارة عن شبكات من الأنظمة التي يتم بناؤها مع الوصلات، وداخل هذه الشبكات لدينا عقد ضعيفة الروابط. حيث تمثل العقد الأفكار ضمن شبكة من الأفكار وعبر اتصالات متنوعة. أما الروابط الضعيفة فهي الممرات التي تمكن المتعلم من إجراء اتصالات أقصر داخل الشبكة، وبالتالي تشكل الشبكة مجموعة من المعلومات والبيانات، والمشاعر والصور. والتعلم هو عملية خلق وصلات بين الروابط والعمل على تطوير الشبكة. وتهتم الترابطية بعملية اتخاذ القرار المرتكز على أسس متغيرة بسرعة، حيث يتم تحصيل المعلومات الجديدة بشكل مستمر، مما يستدعي الحاجة للتفرقة بين المهم وغير المهم ، مع توفر القدرة على ملاحظة الجديد والتي تتطلب تغيير القرار أو الثبات عليه أو تطويره وفقاً للمعطيات. ولذلك تتمحور أهم أفكار النظرية الترابطية حول أن التعلم والمعرفة تكمن في تنوع الآراء، وعدم ثباتها؛ كما أن التعلم يمكن أن يحدث في أجهزة غير بشرية، وأن صنع القرار هو في حد ذاته هو عملية تعلم.
وعلى الاستاذ الجامعي الاهتمام بنظريات التعلم في تدريسه، عن طريق الطلب من الطلاب جمع معلومات حول الموضوع، والخروج بأسئلة لديهم حول هذا الموضوع، وآراء حوله.  توجيههم لكتابة تقارير عن كتاب أو موضوع بمراجع مختلفة، فذلك يساعدهم على البحث والتقصي واتخاذ القرار المبني على مرجعية نظرية، كما أن توجيههم لمناقشة قضية أو مشكلة بصورة فردية أو جماعية، وإجراء حوارات وتدوينات أثناء المحاضرة فيما بينهم يخلق لديهم فرص التفاعل الاجتماعي واكتساب مهارات الذكاء الاجتماعي وأخلاقيات المناقشة والبحث العلمي.  وتلعب التقنية الدور الأقوى في توفير وسائل التواصل والاتصال وتأمين فرص التطبيق الواقعي والافتراضي، ناهيك عن توفيرها للمراجع وقواعد المعلومات، وتوفير الوقت لمزيد من التفاعل الاجتماعي. كما يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن أي تطبيق لنظريات التعلم والتعليم في التدريس الجامعي، يجب أن يتوافق مع أهداف المقرر، والأهداف العامة للتدريس الجامعي، وأن يكون مراعياً لاحتياجات الطلاب وأنماط تعلمهم، بما يساعد على تطوير الطلاب الجامعيين.