بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

دراسة الدرس


تعتبر دراسة الدرس الشكل الأساسي للتطوير المهني للمعلمين اليابانيين، حيث تهدف لقيام بتحسين مستمر للتعليم حتى يتعلم الطلاب بصورة أفضل. وتختلف دراسة الدرس عن الأشكال الأخرى من التطوير المهني من حيث تركيزها على قياس مستوى تطور المعلمين وليس كمال الدرس وجودته، ورغم أنها تستهدف نجاح الطلاب وتفوقهم إلا ان التركيز الأساسي على المعلم لمحورية دوره في العملية التعليمية.
ودراسة الدرس في معناها الأبسط هي التعاون بين عدد من المعلمين للعمل على تخطيط الدروس التي يتم تدريسها ومراقبتها ومناقشتها. وهم في تخطيطهم يكررون العملية عدة مرات في السنة فقط لأن الهدف هو تكثيف العمل على تجويد التخطيط. حيث تتكون دورة دراسة الدرس من:

ومن المهم الإشارة إلى ان تخطيط الدروس في دراسة الدرس ليس تخطيطاً عادياً، بل قراءة مكثفة وتعمق في العديد من المصادر وليس الكتاب المدرسي فقط وذلك لإغناء المعرفة بالمحتوى ودراسة المواد اللازمة لتدريسه، والبحث عن كل ما يمكن أن يفيد أو يغني الدرس. وهو ما قد يستدعي الاستعانة بخبير أو مختص في هذا المجال للمساعدة على تحقيق الوعي المطلوب بالمحتوى المراد التخطيط له. كما يؤخذ بعين الاعتبار العناصر التالية:
· ما المهم أن يعرفه الطلاب في نهاية الدرس.
· كيفية إشراك الطلاب أو تحفيزهم.
· كيفية طرح الأسئلة الصفية لحفز الطلاب على التفكير.
. توقع الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الطلاب وسبل تصحيحها.
· كيفية تنظيم العمل والتدريس.
· كيفية إنهاء الدرس لمساعدة الطلاب على فهمه.
أسئلة كثيراً ما تتردد حول "دراسة الدرس":
-               ما هو العدد المناسب من المعلمين لتحقيق فعالية أكبر في دراسة الدرس؟
لا يوجد حجم محدد. يمكن أن تكون المجموعات صغيرة لا تتجاوز الثلاثة معلمين وربما تتجاوز ذلك.
-               كيف أبدأ؟
 من المفيد للمشاركين في المجموعة حضور دورات تدريبية او الاطلاع على عروض لوسائط تشرح دراسة التدريس وتطبيقات حولها، كما يفضل لن يهتم المطورون مهنياً بأن يحظى المعلمون بفرصة لا تقل عن شهر إلى ستة أسابيع للحصول على تدريب جيد.
-               ما هو الدعم ضروري؟
تستفيد المجموعات من توجيه شخص على دراية بـ دراسة الدرس، كما يمكن الاستعانة بمتخصص في المحتوى الدراسي -إن لزم الأمر- أثناء التخطيط؛ وذلك للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمحتوى و / أو كمراقب ومعلق. ومن الضروري أن يتم الترتيب حول كيفية اجتماع أعضاء مجموعة الدراسة -المعلمون والخبراء إن وجدوا- وتنظيم حضورهم للدروس لملاحظة الأداء التدريسي واستخلاص المعلومات وتشاركها لاحقاً.
-               ما هي النقاط الأساسية التي يجب على "مجموعة دراسة الدروس" مراعاتها؟
1-            الغرض من الدراسة هو تعلم شيء ما عن تفكير الطلاب، وهو أمر عميق يتجاوز المنظور السطحي لاستجابة الطلاب وتفاعلهم. ولذلك يجب أن تتركز التعليقات والتفكير حول مدى تحقق الأهداف التي حددتها المجموعة وليس على أداء المعلم في التدريس بصورة فردية.
2-            لكل معلم مساهمة ما، ويجب احترام جميع الأفكار وتقييمها.
3-            حيث أن التدريس هو عمل معقد فإنه يفضل الاستفادة من عدد متنوع من حالات التدريس لإعطاء تقيم صحيح وتهيئة أدلة كافية بدلاً من الاعتماد على حالة تدريسية واحدة.
4-            في العديد من الحالات يتسرع المعلمون للنظر في كيفية تخطيط درس ما متجاهلين اعتبارات الأهداف الأساسية للدرس، يحاول المعلمون في كثير من الأحيان البدء في التخطيط لدرس ما والعمل على تهيئة الوسائل والأنشطة بدلاً من وضع الأهداف في الاعتبار.
-               ما الذي يستفيده المعلم من دراسة الدرس؟
1-            دراسة الدرس في جوهرها الداخلي تجعل المعلمين أكثر وعيا بكيفية تفكير الطلاب وطبيعة تعلمهم.
2-            يكشف عن أهمية الإحاطة بالصورة الكلية للتعلم وليس الاستغراق في التفاصيل الهامشية.
3-            يكون التركيز على التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بالتفكير والتعلم والمساعدة على تكوين الصورة الكاملة.
4-            يدرب على تدريس دروس تلتزم بأهداف واضحة ودروس عميقة.
5-            يلفت الانتباه إلى أهمية التنمية اللغوية للمعلم في تعاطيه مع المصطلحات واللغة العلمية اللازم استعمالها في التدريس.
6-            يشغل ذهن المعلم بتدريس حكيم وواع للدروس.
7-            يقدم تعلماً ذو معنى.
8-            تشارك الأفكار والنتائج وكتابة التقارير تجعل المعلم منتجاً للمعرفة وليس مستهلكاً لها فقط.
9-            تشير النتائج المختلفة لعدد من الدراسات إلى الشعور بالرضا وتحسن الأداء لدى الطلاب الذين ينخرط معلموهم في دراسة الدرس.
10-         تنمية مهنية عالية المستوى؛ نظراً لتلاقح الأفكار وتشارك التطوير.
هذا المقال مترجم بتصرف من اتحاد المعلمين الأمريكيين وللاطلاع على المقال كاملاً يرجى الاستفادة من الرابط أدناه:

https://www.aft.org/sites/default/files/pd_whatislessonstudy_2004.pdf

الفيديو أدناه يعرض لتجربة دراسة الدرس من أحد المدارس الأمريكية، وللأسف فحتى الآن لم أعثر على فيديو عربي يعرض لتطبيق مميز لدراسة الدرس:




الأحد، 1 أبريل 2018

آفاق التعلم: لماذا يجب أن يتغير محتوى التعلم وطرائق التدريس في القرن الواحد والعشرين



قدمت سينثيا سكوت لليونسكو عام 2015 ورقة عمل من اثنتي عشر صفحة معنونة بـ " آفاق التعلم: لماذا يجب أن يتغير محتوى التعلم وطرائق التدريس في القرن الواحد والعشرين" وقد كان حفل هذا التقرير بالجمع بين تفاصيل شديدة الإغراق في المحلية ومفرطة التوسع في العالمية فبدا تقريراً مهماً يربط القطع معاً لتكوين لوحة التعلم الكبرى على مستوى العالم. وتبتدئ الكاتبة ورقتها بمقدمة مختصرة تصف فيها التعلم الجديد كيف يجب أن يكون وتحت أي مسميات، وما الأسباب الداعية لإحداثه. ثم تنطلق في التفصيل لكل سبب بدقة متبوعة بكم هائل من الأبحاث الدولية والدراسات والتقارير الداعمة لذلك. والتقرير كما هي عادة تقارير اليونسكو مركز ودقيق فضلاً عن المراجع الغنية التي يحفل بها وهو ما يمثل قاعدة بيانات مصغرة يمكن من خلالها الاطلاع على الانتاج العالمي في مجالات التربية والعلوم. وللأسف فما يعيب هذه الورقة هو توفرها باللغة الانجليزية فقط -كما هي عادة أغلب تقارير وأبحاث اليونسكو- وهو أمر أعجز عن فهمه في ظل هيمنة سكانية ضخمة من متحدثي اللغة العربية في العالم.

وقد وضعت رابط التقرير لمن أحب الاستزادة، وحتى يتوفر لي الوقت لترجمته كاملاً فإنني أترككم مع ترجمة مبسطة لمقدمة التقرير
"إن إعداد المتعلمين للعمل والمواطنة والحياة في القرن الحادي والعشرين بات أمراً معقداً؛ بسبب تداعيات العولمة والتكنولوجيا الجديدة والهجرة والمنافسة الدولية والأسواق المتغيرة والتحديات البيئية والسياسية العابرة للحدود، وهو ما يقود لتعالي الأصوات الداعية لاكتساب المهارات والمعرفة التي يحتاج إليها الطلاب من أجل البقاء والنجاح في القرن الحادي والعشرين. وسواء سميت تلك المهارات بـ "مهارات القرن الحادي والعشرين"، أو "مهارات التفكير العليا"، أو "نتائج التعلم الأعمق"، أو "مهارات التفكير والتواصل المعقدة"، فإن الاهتمام بها وبكيفية تدريسها قد تزايد في العقود الفائتة. إذ يؤكد التربويون حيناً بعد آخر على أن استراتيجيات وطرق التدريس الحالية وهيكلة بيئات التعلم غير كافية للتعامل مع احتياجات التعلم في القرن الحادي والعشرين ودعمها، وهو ما يستدعي أن تتطور المدارس لضمان تلبية احتياجات الطلاب من المعلومات والمهارات، وهذا التطور لا يحدث إلا في ظل ثورة في التعلم تستهدف تغييراً جذرياً في أهداف المدارس وتوقعاتها حول ما يجب أن يتعلمه الطلاب في الفصل الدراسي، كما يجب إعادة النظر في أساليب تقويم التعلم، خصوصاً مع تطور النظرة للتعلم على أنه عملية مستمرة مدى الحياة، ومع التركيز على تعزيز التدريب والمهارات للعمل والحياة ، والتفكير في كيفية رفع مستوى الأداء التحصيلي في جميع مستويات التعليم.ويعد التغير في شخصيات وخصائص الطلاب، ونقص الدافعية لديهم ، وقلة انخراط الطلاب في التعلم مع ارتفاع معدلات التسرب من التعليم، وكذلك عدم الاستعداد للحياة والعمل ، والظروف المتغيرة للمجتمعات والتي تفرض تطور احتياجات العمل في القرن الحادي والعشرين من الأسباب الداعية لإحداث تحول حقيقي في التعلم في القرن الواحد والعشرين فضلاً عن التغيرات في التنوع العالمي ، والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والتحديات الاجتماعية والسياسية والديموغرافية والبيئية المعقدة. وإذا اخذنا في الحسبان اتفاق الخبراء على تكاملية الرؤية الإنسانية للتعلم واندماج العلوم فإن أحداث التحول في التعلم يصبح ضرورة لا غنى عنها.
رابط الورقة أدناه:
http://unesdoc.unesco.org/images/0023/002348/234807E.pdf




الثلاثاء، 20 مارس 2018

قيادة التدريس الاحترافي .. دليل عملي

صدرحديثاً للمؤلفين محمد النذير وصالح النفيسة كتاب بعنوان "قيادة التدريس الاحترافي..دليل عملي". وعبر 255 صفحة من القطع المتوسط يأخذنا المؤلفان في رحلة ماتعة حول ستة عشر استراتيجية تدريسية تجمع بين عمق الطرح وبساطته على حد سواء،مما يجعل الكتاب بحق دليلاً عملياً قيماً، فضلاً عن التنوع في طرائق العرض ما بين تمثيلات بيانية وجداول ومخططات إلى نصوص عالية الجودة من حيث جمال اللغة ووضوح المعنى، وتنوع الأمثلة.
 ويهدف الكتاب لـتجويد التدريس من خلال مساعدة المعلم على التخطيط الجيد للتدريس في بيئات تعلم متعددة، حيث يعرض لستة عشر استراتيجية تدريسية مختلفة، تهدف لتهيئة المعلم للتعاطي مع استراتيجيات التدريس وفق معايير متعددة وتنظيمات مختلفة.
استراتيجيات التدريس الاحترافي كما يعرضها الكتاب

ويستهل الكاتبان مقدمة الكتاب بتقديم فلسفة للكتاب تشرح الطريقة التي استعملاها في تنظيم الكتاب، من خلال الإجابة على عدد من التساؤلات التي يطرحانها في الكتاب، والممثلة في: 
"- لماذا يحتاج كل معلم إلى عدد من استراتيجيات التدريس وليس إلى استراتيجية واحدة؟ وكيف يمكنه قيادة التدريس ليبدو احترافياً متميزاً فعالاً؟
- كيف يكون التدريس الاحترافي مستوعباً للعناصر التعليمية المتعددة من النواحي التالية: أهداف الدرس، أنماط المتعلمين، التعليم المتمايز، نوع المحتوى التعليمي، مهارات القرن الواحد والعشرين؟
- كيف تبدو استراتيجيات التدريس متشابهة ومختلفة في الوقت ذاته؟
-كيف يختار المعلم الاستراتيجية المناسبة لموقف تعليميي/تعلمي بعينه؟"
ويبدو أن الخبرة الأكاديمية للمؤلفين قد انعكست على محتوى الكتاب فنجدهما يعرضان لاستراتيجيات حديثة ومطورة كما يعرضان لأخرى يغلب عليها طابع التقليدية في التعاطي الميداني كالتدريس للاتقان مثلاً، لكنهما يقدمان كل استراتيجية بصورة علمية دقيقة توضح استعمالاتها في مجالات محددة وفوائدها وكذلك أمثلة تطبيقية في تخصصات تدريسية مختلفة، بحيث تعين على فهم إجراءات التعاطي معها والتطبيق. علاوة على أن الكتاب يقدم لوحة لتخطيط التدريس تحت مسمى "لوحة تخطيط التدريس الاحترافي" لمساعدة المعلم على تخطيط درسه من خلال خمسة قطاعات رئيسية ممثلة في الصورة أدناه


الكتاب ممتع وجميل وملهم بكل المقاييس ليس فقط من ناحيته العلمية وإنما من حيث جماليات التصميم والاهتمام بالجوانب البصرية وتوظيف النماذج في التخطيط التدريس وهي ميزة يبدو أن المؤلفين قد أجادا توظيفها بكل اقتدار، وعليه فهو ليس دليلاً عملاً للتدريس فقط، بل قد يساعد على تنمية شيء من مهارات التصميم التدريسي وبناء النماذج ومخططات التدريس بصورة استثنائية. 
 وبالطبع لا أنس الإشارة إلى إمكانية اقتناءه إلكترونياً كبديل ورقي لمن يعاني من تكدس الكتب وعدم توفر مساحات تخزين لديه كما هو الحال معي.

الجمعة، 2 فبراير 2018

ضرورة تنمية الثقافتين المعلوماتية والإعلامية كاداة لحل المشكلات في الرياضيات





مع تزايد الأجهزة الذكية وتنوع الوسائط الحاسوبية، وفي ظل سطوة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتعرض الطلاب يومياً لطوفان من المعلومات على هيئات مختلفة وبطرق متنوعة متضمنة رسائل إعلامية مختلفة، وما بين المسموع والمقروء والمرئي، نجد أن تلك المعلومات تأتي في صورة كتاب أو مقطع يوتيوب أو فيلم وربما إعلان أو حتى تغريدة. وتوظف فيها المفاهيم والمحتوى الرياضي بطرق متنوعة، كالنسبة المئوية والتكرارات وحساب الاحتمالات، والرسوم البيانية وغيرها لتوجيه الأنظار لمعلومة ما أو فكر معين. مما يعني أن طالباتنا بحاجة للتعامل الواعي مع نوعية تلك المصادر وطبيعة ما تقدمه ومدى جدواه، لا سيما وأن تلك المعلومات يوظفها الطلاب في شؤون حياتهم المختلفة. وإذا أخذنا في الحسبان أن هناك قيوداً ثقافية و/أو قانونية للتعاطي مع تلك المعلومات، فإن مهارتا "الثقافة المعلوماتية" و"الإعلامية" تُعدان من الأهمية بمكان لتكونا ضمن المهارات الأساسية التي ينبغي تضمينها في المناهج الدراسية وعلى الأخص الرياضيات.
وعليه فلا عجب أن تكون هاتان المهارتان من ضمن المهارات المُصنفة كمهارات لازمة للقرن الواحد والعشرين سواء للممارسات الحياتية أو للتطور الأكاديمي والوظيفي، فمن خلال مصطلحات مثل مهارات العالم الرقمي، ومهارات الثقافة والإعلام أو المهارات البصرية والمعلوماتية، يمكن ملاحظة الاهتمام الكبير بهاتين المهارتين لدى المنظمات التربوية وصناع القرار، كما هو الحال مع منظمة الشراكة من أجل القرن الواحد والعشرينP21 ، اليونسكوUNESCO ، ومجموعة متري Metiri Group، المختبر الإقليمي المركزي التربوي NCREL، خدمات الاختبارات التعليميةEducational Testing Services ، مركز أوهايو للمصادر التعليمية التابع لنفس الولاية ORC، مؤسسة أوراكل التربوية the Oracle Education Foundation، الناشيونال جيوغرافيك National Geographic، والمجلس الوطني لمعلمي الرياضيات NCTM، وعلى مستوى وزارات التربية والتعليم مثل كندا والمملكة المتحدة وايرلندا ونيوزلندا واستراليا.
(Fallis, 2013; Fraillon & Ainley, 2013; Gut, 2011a; North Central Regional Educational Laboratory, 2003; Ontario Public Service, 2016; Spires & Bartlett, 2012).
وقد عملت منظمة الشراكة من أجل مهارات القرن الواحد والعشرين، وهي منظمة أمريكية غير ربحية تُعنى بنشر الأبحاث والدراسات المرتبطة بمهارات القرن الواحد والعشرين، كما تضطلع بأدوار تربوية تعمل على تضمين تلك المهارات في المناهج الدراسية، وذلك بالتعاون مع العديد من المنظمات التربوية كالـ(NCTM) ومع القائمين على المعايير الأساسية المشتركة للعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة (CCSS) (Partnership for 21st Century Learning, 2015). فقد عملت هذه المنظمة على تضمين هاتين المهارتين تحت مسمى "الثقافة المعلوماتية" و"الثقافة الإعلامية" حيث عرفت ثقافة المعلومات بأنها: مهارة تشير إلى قدرة الطالب على الوصول إلى المعلومات وتقييمها بصورة فاعلة واستخدامها وإدارتها بصورة قصدية من أجل قضية ما أو لحل مشكلة، مستنداً في ذلك لوعي حول القضايا الأخلاقية / القانونية المرتبطة بتلك المعلومات.
في حين عرفت الثقافة الإعلامية بأنها: قدرة الطالب على فهم كيف ولماذا، وما هي الأسباب التي دعت لإنشاء رسائل إعلامية، وكيف يفسر الأفراد معاني تلك الرسائل بشكل مختلف عن بعضهم البعض. كما يقوم الطالب من خلالها بالاستفادة من أدوات إنشاء الوسائط لخلق أدواته الإعلامية الخاصة به، مع مراعاة الخصائص الثقافية للبيئات المتنوعة والمتعددة الثقافات وتلك الاتفاقيات الخاصة باستعمال تلك الأدوات (Partnership for 21st Century Learning, 2015).
وتعمل هاتان المهارتان على تعميق القدرة على التحليل والتفكير الناقد وزيادة الوعي، وخلق الأفكار وتوليد المعاني الجديدة، والتأمل والقدرة على الخوض فيما خلف السياق؛ فالطالب يعمل على قراءة المعلومات ضمن سياقات متعددة، ويصنف المصادر، وينظم المعلومات ويحللها ويقيم جدواها، وقد يلجأ لترجمة رموز المشكلة أو نمذجتها للوصول لحلــــــ/ـول متنوعة، وباستعمال وسائط مختلفة.
(Beers, 2011; Doyle, 2005; Gut, 2011a; Mahajan, 2014; North Central Regional Educational Laboratory, 2003; Suto, 2013; The Partnership for 21st Century Skills, 2012)
إن الممارسات أعلاه تتقاطع مع الخطوط العريضة لنظرية حل المشكلات؛ حيث يشدد شونفيلد Schoenfeld على دور الممارسة والتنظيم المعرفي كالبحث عن المصدر والتخطيط وتنظيم المعلومات الذي يلجأ له الطالب لاتخاذ القرار وحل المشكلات. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال سياقات واقعية، يظهر فيها التفاعل الاجتماعي والثقافي لتنمية القدرة على خلق المعنى وحل المشكلات، كما يتبدى فيه تأثير الاتجاهات والمعتقدات المسبقة لدى الطالب حول حل المشكلات وطبيعة التعاطي مع الرياضيات(Schoenfeld, 1992; Schoenfeld, 1989) .
ولا تقف الدعوة لتطبيق مهارتي الثقافتين المعلوماتية والإعلامية بسبب الروابط المنطقية بينهما وبين حل المشكلات الرياضية، ولكن تتعدى ذلك لتواجه الانفتاح المعلوماتي والإعلامي الحادث في عصرنا الحالي، والذي ظهر كسلاح ذو حدين؛ فبجانب تقديم هذا الانفتاح للنواحي الإيجابية كالتنوع والتعرف على الثقافات، وتوسيع الأفق الاجتماعي، والتنوع اللغوي والرمزي ..الخ، إلا أنه أيضاً يقدم جانباً مظلماً يظهر من خلال ازدياد جذوة التحيز والكراهية والمحتوى الإباحي، والإشاعات والتنمر الطلابي، والصورة المشوهة للجسد وغيرها، سواء كان ذلك في صورة رسائل صريحة أو ضمنية. مما يتطلب المزيد من الفكر الناقد والتمحيص، وتوظيف استراتيجيات حل المشكلات، وتأمل التشويه الذي يوظف فيه شيء من المفاهيم الرياضية لدعم وجهات نظر معينة أو منحازة. وهو ما يتوافق مع الدعوات الرامية للتركيز على الدور الوظيفي للرياضيات لتعميق الوعي، والعمل على حل المشكلات المجتمعية، والتأهيل لأدوار أكاديمية ووظيفية غير تقليدية.
(Anthony & Walshaw, 2009; Bates, 2015; Doyle, 1994; Gut, 2011; Hobbs, 2010; Schoenfeld, 1992; Section, Ver, & July, 2006) .  
ويبدو أن هاتين المهارتين حافلتين بالكثير لتكونا أدوات فاعلة في حل المشكلات من خلال عرض تقارير وإحصاءات حول معدلات الجريمة وقراءة الواقع من خلالها وتأمل دور الإحصاء والقياس مثلاً، أو من خلال متابعة أثر الإعلانات الاستهلاكية على المستهلك وتحليل أحد الإعلانات رياضياً ومنطقياً، أو ربما تحليل الاثر السلبي لتضمين المفاهيم الرياضية في تخويف المستهلكين لحتهم على المزيد من الاستهلاك للمنظفات وادوات التعقيم، وربما لإيقاف الإدعاءات البحثية بأن السعادة ترتبط بملامح معينة أو بممارسات ما!!
وهكذا فإن الامثلة اعلاه وغيرها تعد متعة حقيقية وارتباطاً بقضايا المجتمع ومشكلاته، يمكن تضمينها في تدريب الطلاب على حل المشكلات، والانغماس في مهام رياضية ذات معنى.

Anthony & Walshaw, 2009; Bates, 2015; Doyle, 1994; Gut, 2011; Hobbs, 2010; Schoenfeld, 1992; Section, Ver, & July, 2006)Anthony, G., & Walshaw, M. (2009). Characteristics of effective teaching of mathematics: A view from the West. … of Mathematics …, 2(2), 147–164. Retrieved from http://knowledgeportal.pakteachers.org/sites/knowledgeportal.pakteachers.org/files/resources/Characteristics of Effective Teaching of Mathematics.pdf
Bates, T. (2015). Teaching in a Digital Age: Guidelines for Designing Teaching and Learning for a Digital Age., 518. https://doi.org/10.4018/978-1-930708-28-0.ch004
Beers, S. Z. (2011). 21 st Century Skills : Preparing Students for THEIR Future. STEM: Science, Technology, Engineering, Math, 1–6.
Doyle, C. S. (1994). Information literacy in an information society : a concept for the information age. Literacy. Retrieved from http://books.google.com/books?hl=en&lr=&id=Z1IJ6A97WnsC&pgis=1
Doyle, K. M. (2005). Mathematical problem solving: A need for literacy. In Stimulating the “Action” as participants in participatory research (pp. 39–45). Retrieved from http://eprints.qut.edu.au/14236/
Fallis, A. . (2013). Unesco Ict Competency Framework for Teachers. Journal of Chemical Information and Modeling, 53(9), 1689–1699. https://doi.org/10.1017/CBO9781107415324.004
Fraillon, J., & Ainley, J. (2013). The IEA international study of computer and information literacy (ICILS), (2007), 1–33. Retrieved from http://icils2013.acer.edu.au/wp-content/uploads/examples/ICILS-Detailed-Project-Description.pdf
Gut, D. M. (2011a). Integrating 21st Century Skills into the Curriculum. In Bringing Schools into the 21st Century (Vol. 13, pp. 137–157). https://doi.org/10.1007/978-94-007-0268-4_7
Gut, D. M. (2011b). Partnership for 21st Century Learning Skills & Century. In WAN Guofang & D. M. Gut (Eds.), Bringing schools into the 21st Century (1st ed., pp. 137–157). New York: Springer Netherlands.
Hobbs, R. (2010). Digital and Media Literacy : A Plan of Action written by. Communications, 1–63. Retrieved from http://mediaeducationlab.com
Mahajan, S. (2014). Mathematics for the 21 st Century - What should students learn? methods and tools. Boston, Massachusetts. Retrieved from http://curriculumredesign.org/wp-content/uploads/CCR-Maths-Methods-Tools.pdf
North Central Regional Educational Laboratory. (2003). enGauge 21st Century Skills. North, 8. Retrieved from http://www.ncrel.org/engauge
Ontario Public Service. (2016). 21 Century Competencies.
Partnership for 21st Century Learning. (2015). P21 Partnership for 21st Century Learning. Partnership for 21st Century Learning, 9. Retrieved from http://www.p21.org/documents/P21_Framework_Definitions.pdf
Schoenfeld, A. (1989). Explorations of students’ mathematical beliefs and behavior. Journal for Research in Mathematics Education, 20(4), 338–355. https://doi.org/10.2307/749440
Schoenfeld, A. H. (1992). Learning to think mathematically: Problem solving, metacognition, and sense making in mathematics. Handbook for Research on Mathematics Teaching and Learning. Retrieved from http://gse.berkeley.edu/sites/default/files/users/alan-h.-schoenfeld/Schoenfeld_1992 Learning to Think Mathematically.pdf
Section, I. L., Ver, U., & July, R. (2006). GUIDELINES ON INFORMATION LITERACY FOR LIFELONG LEARNING *.
Spires, M., & Bartlett, H. (2012). Digital Literacies and Learning : Designing a Path Forward. Friday Institute White Paper Series, No. 5(June), 1–24.
Suto, I. (2013). 21 st Century skills : Ancient , ubiquitous , enigmatic ? Research Matters: A Cambridge Assessment Publication, 1–28.

The Partnership for 21st Century Skills. (2012). 21st Century Skills Map - Math. America, 1–34. https://doi.org/10.1145/1719292.1730970