بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

دراسة الدرس


تعتبر دراسة الدرس الشكل الأساسي للتطوير المهني للمعلمين اليابانيين، حيث تهدف لقيام بتحسين مستمر للتعليم حتى يتعلم الطلاب بصورة أفضل. وتختلف دراسة الدرس عن الأشكال الأخرى من التطوير المهني من حيث تركيزها على قياس مستوى تطور المعلمين وليس كمال الدرس وجودته، ورغم أنها تستهدف نجاح الطلاب وتفوقهم إلا ان التركيز الأساسي على المعلم لمحورية دوره في العملية التعليمية.
ودراسة الدرس في معناها الأبسط هي التعاون بين عدد من المعلمين للعمل على تخطيط الدروس التي يتم تدريسها ومراقبتها ومناقشتها. وهم في تخطيطهم يكررون العملية عدة مرات في السنة فقط لأن الهدف هو تكثيف العمل على تجويد التخطيط. حيث تتكون دورة دراسة الدرس من:

ومن المهم الإشارة إلى ان تخطيط الدروس في دراسة الدرس ليس تخطيطاً عادياً، بل قراءة مكثفة وتعمق في العديد من المصادر وليس الكتاب المدرسي فقط وذلك لإغناء المعرفة بالمحتوى ودراسة المواد اللازمة لتدريسه، والبحث عن كل ما يمكن أن يفيد أو يغني الدرس. وهو ما قد يستدعي الاستعانة بخبير أو مختص في هذا المجال للمساعدة على تحقيق الوعي المطلوب بالمحتوى المراد التخطيط له. كما يؤخذ بعين الاعتبار العناصر التالية:
· ما المهم أن يعرفه الطلاب في نهاية الدرس.
· كيفية إشراك الطلاب أو تحفيزهم.
· كيفية طرح الأسئلة الصفية لحفز الطلاب على التفكير.
. توقع الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الطلاب وسبل تصحيحها.
· كيفية تنظيم العمل والتدريس.
· كيفية إنهاء الدرس لمساعدة الطلاب على فهمه.
أسئلة كثيراً ما تتردد حول "دراسة الدرس":
-               ما هو العدد المناسب من المعلمين لتحقيق فعالية أكبر في دراسة الدرس؟
لا يوجد حجم محدد. يمكن أن تكون المجموعات صغيرة لا تتجاوز الثلاثة معلمين وربما تتجاوز ذلك.
-               كيف أبدأ؟
 من المفيد للمشاركين في المجموعة حضور دورات تدريبية او الاطلاع على عروض لوسائط تشرح دراسة التدريس وتطبيقات حولها، كما يفضل لن يهتم المطورون مهنياً بأن يحظى المعلمون بفرصة لا تقل عن شهر إلى ستة أسابيع للحصول على تدريب جيد.
-               ما هو الدعم ضروري؟
تستفيد المجموعات من توجيه شخص على دراية بـ دراسة الدرس، كما يمكن الاستعانة بمتخصص في المحتوى الدراسي -إن لزم الأمر- أثناء التخطيط؛ وذلك للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمحتوى و / أو كمراقب ومعلق. ومن الضروري أن يتم الترتيب حول كيفية اجتماع أعضاء مجموعة الدراسة -المعلمون والخبراء إن وجدوا- وتنظيم حضورهم للدروس لملاحظة الأداء التدريسي واستخلاص المعلومات وتشاركها لاحقاً.
-               ما هي النقاط الأساسية التي يجب على "مجموعة دراسة الدروس" مراعاتها؟
1-            الغرض من الدراسة هو تعلم شيء ما عن تفكير الطلاب، وهو أمر عميق يتجاوز المنظور السطحي لاستجابة الطلاب وتفاعلهم. ولذلك يجب أن تتركز التعليقات والتفكير حول مدى تحقق الأهداف التي حددتها المجموعة وليس على أداء المعلم في التدريس بصورة فردية.
2-            لكل معلم مساهمة ما، ويجب احترام جميع الأفكار وتقييمها.
3-            حيث أن التدريس هو عمل معقد فإنه يفضل الاستفادة من عدد متنوع من حالات التدريس لإعطاء تقيم صحيح وتهيئة أدلة كافية بدلاً من الاعتماد على حالة تدريسية واحدة.
4-            في العديد من الحالات يتسرع المعلمون للنظر في كيفية تخطيط درس ما متجاهلين اعتبارات الأهداف الأساسية للدرس، يحاول المعلمون في كثير من الأحيان البدء في التخطيط لدرس ما والعمل على تهيئة الوسائل والأنشطة بدلاً من وضع الأهداف في الاعتبار.
-               ما الذي يستفيده المعلم من دراسة الدرس؟
1-            دراسة الدرس في جوهرها الداخلي تجعل المعلمين أكثر وعيا بكيفية تفكير الطلاب وطبيعة تعلمهم.
2-            يكشف عن أهمية الإحاطة بالصورة الكلية للتعلم وليس الاستغراق في التفاصيل الهامشية.
3-            يكون التركيز على التفاصيل الدقيقة التي تتعلق بالتفكير والتعلم والمساعدة على تكوين الصورة الكاملة.
4-            يدرب على تدريس دروس تلتزم بأهداف واضحة ودروس عميقة.
5-            يلفت الانتباه إلى أهمية التنمية اللغوية للمعلم في تعاطيه مع المصطلحات واللغة العلمية اللازم استعمالها في التدريس.
6-            يشغل ذهن المعلم بتدريس حكيم وواع للدروس.
7-            يقدم تعلماً ذو معنى.
8-            تشارك الأفكار والنتائج وكتابة التقارير تجعل المعلم منتجاً للمعرفة وليس مستهلكاً لها فقط.
9-            تشير النتائج المختلفة لعدد من الدراسات إلى الشعور بالرضا وتحسن الأداء لدى الطلاب الذين ينخرط معلموهم في دراسة الدرس.
10-         تنمية مهنية عالية المستوى؛ نظراً لتلاقح الأفكار وتشارك التطوير.
هذا المقال مترجم بتصرف من اتحاد المعلمين الأمريكيين وللاطلاع على المقال كاملاً يرجى الاستفادة من الرابط أدناه:

https://www.aft.org/sites/default/files/pd_whatislessonstudy_2004.pdf

الفيديو أدناه يعرض لتجربة دراسة الدرس من أحد المدارس الأمريكية، وللأسف فحتى الآن لم أعثر على فيديو عربي يعرض لتطبيق مميز لدراسة الدرس:




الأحد، 1 أبريل 2018

آفاق التعلم: لماذا يجب أن يتغير محتوى التعلم وطرائق التدريس في القرن الواحد والعشرين



قدمت سينثيا سكوت لليونسكو عام 2015 ورقة عمل من اثنتي عشر صفحة معنونة بـ " آفاق التعلم: لماذا يجب أن يتغير محتوى التعلم وطرائق التدريس في القرن الواحد والعشرين" وقد كان حفل هذا التقرير بالجمع بين تفاصيل شديدة الإغراق في المحلية ومفرطة التوسع في العالمية فبدا تقريراً مهماً يربط القطع معاً لتكوين لوحة التعلم الكبرى على مستوى العالم. وتبتدئ الكاتبة ورقتها بمقدمة مختصرة تصف فيها التعلم الجديد كيف يجب أن يكون وتحت أي مسميات، وما الأسباب الداعية لإحداثه. ثم تنطلق في التفصيل لكل سبب بدقة متبوعة بكم هائل من الأبحاث الدولية والدراسات والتقارير الداعمة لذلك. والتقرير كما هي عادة تقارير اليونسكو مركز ودقيق فضلاً عن المراجع الغنية التي يحفل بها وهو ما يمثل قاعدة بيانات مصغرة يمكن من خلالها الاطلاع على الانتاج العالمي في مجالات التربية والعلوم. وللأسف فما يعيب هذه الورقة هو توفرها باللغة الانجليزية فقط -كما هي عادة أغلب تقارير وأبحاث اليونسكو- وهو أمر أعجز عن فهمه في ظل هيمنة سكانية ضخمة من متحدثي اللغة العربية في العالم.

وقد وضعت رابط التقرير لمن أحب الاستزادة، وحتى يتوفر لي الوقت لترجمته كاملاً فإنني أترككم مع ترجمة مبسطة لمقدمة التقرير
"إن إعداد المتعلمين للعمل والمواطنة والحياة في القرن الحادي والعشرين بات أمراً معقداً؛ بسبب تداعيات العولمة والتكنولوجيا الجديدة والهجرة والمنافسة الدولية والأسواق المتغيرة والتحديات البيئية والسياسية العابرة للحدود، وهو ما يقود لتعالي الأصوات الداعية لاكتساب المهارات والمعرفة التي يحتاج إليها الطلاب من أجل البقاء والنجاح في القرن الحادي والعشرين. وسواء سميت تلك المهارات بـ "مهارات القرن الحادي والعشرين"، أو "مهارات التفكير العليا"، أو "نتائج التعلم الأعمق"، أو "مهارات التفكير والتواصل المعقدة"، فإن الاهتمام بها وبكيفية تدريسها قد تزايد في العقود الفائتة. إذ يؤكد التربويون حيناً بعد آخر على أن استراتيجيات وطرق التدريس الحالية وهيكلة بيئات التعلم غير كافية للتعامل مع احتياجات التعلم في القرن الحادي والعشرين ودعمها، وهو ما يستدعي أن تتطور المدارس لضمان تلبية احتياجات الطلاب من المعلومات والمهارات، وهذا التطور لا يحدث إلا في ظل ثورة في التعلم تستهدف تغييراً جذرياً في أهداف المدارس وتوقعاتها حول ما يجب أن يتعلمه الطلاب في الفصل الدراسي، كما يجب إعادة النظر في أساليب تقويم التعلم، خصوصاً مع تطور النظرة للتعلم على أنه عملية مستمرة مدى الحياة، ومع التركيز على تعزيز التدريب والمهارات للعمل والحياة ، والتفكير في كيفية رفع مستوى الأداء التحصيلي في جميع مستويات التعليم.ويعد التغير في شخصيات وخصائص الطلاب، ونقص الدافعية لديهم ، وقلة انخراط الطلاب في التعلم مع ارتفاع معدلات التسرب من التعليم، وكذلك عدم الاستعداد للحياة والعمل ، والظروف المتغيرة للمجتمعات والتي تفرض تطور احتياجات العمل في القرن الحادي والعشرين من الأسباب الداعية لإحداث تحول حقيقي في التعلم في القرن الواحد والعشرين فضلاً عن التغيرات في التنوع العالمي ، والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، والتحديات الاجتماعية والسياسية والديموغرافية والبيئية المعقدة. وإذا اخذنا في الحسبان اتفاق الخبراء على تكاملية الرؤية الإنسانية للتعلم واندماج العلوم فإن أحداث التحول في التعلم يصبح ضرورة لا غنى عنها.
رابط الورقة أدناه:
http://unesdoc.unesco.org/images/0023/002348/234807E.pdf