بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 20 مارس 2018

قيادة التدريس الاحترافي .. دليل عملي

صدرحديثاً للمؤلفين محمد النذير وصالح النفيسة كتاب بعنوان "قيادة التدريس الاحترافي..دليل عملي". وعبر 255 صفحة من القطع المتوسط يأخذنا المؤلفان في رحلة ماتعة حول ستة عشر استراتيجية تدريسية تجمع بين عمق الطرح وبساطته على حد سواء،مما يجعل الكتاب بحق دليلاً عملياً قيماً، فضلاً عن التنوع في طرائق العرض ما بين تمثيلات بيانية وجداول ومخططات إلى نصوص عالية الجودة من حيث جمال اللغة ووضوح المعنى، وتنوع الأمثلة.
 ويهدف الكتاب لـتجويد التدريس من خلال مساعدة المعلم على التخطيط الجيد للتدريس في بيئات تعلم متعددة، حيث يعرض لستة عشر استراتيجية تدريسية مختلفة، تهدف لتهيئة المعلم للتعاطي مع استراتيجيات التدريس وفق معايير متعددة وتنظيمات مختلفة.
استراتيجيات التدريس الاحترافي كما يعرضها الكتاب

ويستهل الكاتبان مقدمة الكتاب بتقديم فلسفة للكتاب تشرح الطريقة التي استعملاها في تنظيم الكتاب، من خلال الإجابة على عدد من التساؤلات التي يطرحانها في الكتاب، والممثلة في: 
"- لماذا يحتاج كل معلم إلى عدد من استراتيجيات التدريس وليس إلى استراتيجية واحدة؟ وكيف يمكنه قيادة التدريس ليبدو احترافياً متميزاً فعالاً؟
- كيف يكون التدريس الاحترافي مستوعباً للعناصر التعليمية المتعددة من النواحي التالية: أهداف الدرس، أنماط المتعلمين، التعليم المتمايز، نوع المحتوى التعليمي، مهارات القرن الواحد والعشرين؟
- كيف تبدو استراتيجيات التدريس متشابهة ومختلفة في الوقت ذاته؟
-كيف يختار المعلم الاستراتيجية المناسبة لموقف تعليميي/تعلمي بعينه؟"
ويبدو أن الخبرة الأكاديمية للمؤلفين قد انعكست على محتوى الكتاب فنجدهما يعرضان لاستراتيجيات حديثة ومطورة كما يعرضان لأخرى يغلب عليها طابع التقليدية في التعاطي الميداني كالتدريس للاتقان مثلاً، لكنهما يقدمان كل استراتيجية بصورة علمية دقيقة توضح استعمالاتها في مجالات محددة وفوائدها وكذلك أمثلة تطبيقية في تخصصات تدريسية مختلفة، بحيث تعين على فهم إجراءات التعاطي معها والتطبيق. علاوة على أن الكتاب يقدم لوحة لتخطيط التدريس تحت مسمى "لوحة تخطيط التدريس الاحترافي" لمساعدة المعلم على تخطيط درسه من خلال خمسة قطاعات رئيسية ممثلة في الصورة أدناه


الكتاب ممتع وجميل وملهم بكل المقاييس ليس فقط من ناحيته العلمية وإنما من حيث جماليات التصميم والاهتمام بالجوانب البصرية وتوظيف النماذج في التخطيط التدريس وهي ميزة يبدو أن المؤلفين قد أجادا توظيفها بكل اقتدار، وعليه فهو ليس دليلاً عملاً للتدريس فقط، بل قد يساعد على تنمية شيء من مهارات التصميم التدريسي وبناء النماذج ومخططات التدريس بصورة استثنائية. 
 وبالطبع لا أنس الإشارة إلى إمكانية اقتناءه إلكترونياً كبديل ورقي لمن يعاني من تكدس الكتب وعدم توفر مساحات تخزين لديه كما هو الحال معي.