بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 4 فبراير 2019

الكتابة التأملية لتعزيز ممارسات تدريس حل المشكلات الرياضية






واحدة من أهم أساليب التطوير المهني المستدام للمعلمين هي الممارسات التأملية في التدريس. فعندما يفكر المعلمون في ممارستهم التدريسية، فإنهم يفكرون باهتمام في كل ما قد يواجههم في التدريس من مشكلات تتعلق بهم، كما تتعلق بطلابهم، كما أنهم يدركون نتائج ممارساتهم التدريسية وكيف تؤثر معتقداتهم على تلك الممارسات.
ومن الممارسات التأملية التي أثبتت فعاليتها الكتابة التأملية. حيث تعكس الكتابة معتقدات المعلم وأفكاره، وقدرته على تحليل الموقف التعليمي ونتائج ما قام به. ونظراً لسقف الحرية المرتفع الذي تتمتع به الكتابة التأملية فإنه يمكن الوقوف على مشاعر المعلم وتقييمه الذاتي للموقف التعليمي، كما تعكس شيئاً من خططه في تطوير أو تعديل أداءه.
حالياً أمر بتجربة مثيرة للاهتمام مع مجموعة من معلمات الرياضيات لحثهن على الكتابة التأملية، وتوجيه تلك الكتابة لصالح تعزيز ممارساتهن التدريسية في حل المشكلات الرياضية. ويتمثل التحدي في هذه التجربة في أن التعاطي هنا يتم مع معلمة رياضيات لا تؤمن إلا بالاختصار ولغة الترميز. إن المتعة التي سيلقاها القارئ بين السطور المرتبكة والكلمات الحيرى تعكس الصراع الأزلي بين الانضباط الرياضي الكامل والمتقن وبين الجموح للبوح بأحاديث النفس ومكنوناتها، فما الذي ستخبرنا به تأملاتهن؟ وما الذي ستعكسه من ممارساتهن وكيف سيؤثر ذلك لاحقاً على أدائهن؟ أترككم مع شيء من تلك التأملات.



من أول وهلة يمكن وصف شيء من شخصية الكاتبة؛ فعلى سبيل المثال يبدو أنها شخصية منظمة من خلال تقسيم الكتابة لنقاط، عاطفية بقدر كبير؛ حيث أفردت جزءاً كبيراً من النص الذي كتبته لوصف مشاعرها ومشاعر طالباتها، مختصرة وتركز على الزبدة (لا تلوموها فهي معلمة رياضيات😜).
أيضاً كانت كتابتها مركزة لصالح توظيف التطبيقات الواقعية والربط بالحياة في تدريس المشكلات الرياضية المرتبطة بدروس النسبة المئوية، وما يهم هنا ليس فقط الاهتمام بالربط بالواقع بل التركيز على التنويع في الربط بالواقع فلم تكتفِ بتعاملات البيع والشراء السيطة والتقليدية، بل جنحت لبيع التحف وتذاكر السفر لدولة صار اسمها يترد كثيراً بين المراهقين، كما تعرضت لجانب قيمي مهم مرتبط بالكشف عن عيوب البضاعة وما يترتب على ذلك من تقديم خصومات وعروض لصالح ترويج تلك البضاعة.
التجربة بسيطة وعميقة وهذا أحد مرتكزات التعلم الفعّال، ممتاز منيرة والقادم أجمل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق